في بطن الحوت
رواند عيسى مصورقصّة مصوّرة توثق حياة فتاةٍ كبرت إلى جانب شاطئٍ لم يعد موجودًا. القصّة مستوحاة من أحداث حقيقية بدأت في الثمانينيات ومازالت مستمرة. تغرق الفتاة في بطن حوتٍ بلع ذكرياتٍ تحاول استرجاعها. القصّة من كتابة ورسم رواند عيسى.
حكايات طائر الطباشير
أحمد عز العرب دراسات"عندما أمسك أحمد عز العرب بأصبع الطباشير الطائرة، أمسك بحجر رشيد، وأمسك بلُغة التعبير الخاصَّة به: الخط والرسم. تعلَّم أن يُعبِّر عن نفسه بخطوط الطباشير على سبُّورة الفصل، فيفهم الأستاذ مكنونَ نفسه وما يريد أن يقول. كبر الطِّفلُ أحمد، وتحوَّلَت أصبع الطباشير إلى ريشة. بأقل الخطوط وأبسطها يُعبِّر أحمد عز العرب عن أعقد الموضوعات. عرفت أحمد عز العرب في الجامعة، وعرفته على صفحات الكاريكاتير في صُحُفٍ مختَلِفة، وعرفته في «الفن ميدان». هو نفسه الفنان الذي عرفته برفقة العزيز بهجت عثمان «بهاجيجو»، هو نفسه الذي يأخذنا في هذا الكتاب إلى رحلة عُمرٍ طويلة. لكن بنفس أصبع طباشيره الساحرة: أقل الكلمات هنا، أقل الخطوط وأبسطها. كتاب أحمد عز العرب هو تلخيصُ رَسَّامٍ لعالَمِنا في نصف قرن".
غاندي
نانديني نايار نشءهددنـي قائلا: "إنـزال أو ساسـتدعي الشـرطي لطـردك" تحديقه بإصـرار: "إفـعـل ذلـك، فأنـا لـن أتـرك القطار" اشتهر غانـدي بـأنـه أبـو الأمية، والرجـل دمـث الخلـق الـذي تظهـر صورتـه علـى أوراق العملـة الهندية، لكـن مـن هـو مهنـداس كرمشـالد غانـدي؟ ومـا الـذي حولـه إلـى هـذه ظاهـرة؟ يأتـي عالــدي مـن عائلـة جـوزاراتـي وهـي مـن الطبقة المتوسطة، وملـذ نعومة أظافـره أبـدى اهتماماً وشـعفا بالحقيقـة وكـافـح مـن أجـل الـوصـول إليهـا بـلا كلل أو تعـب، وفـي ذلـك كان دائما ما يقسو على نفسه اكثـر مـن غيـره. كانت شجاعته الأدبيـة واعتقـاده الدفيـن بالحقيقة، وأيضـا إيمانه بالحـب وعـدم استخدام العلـف هـي أسلحته للفـوربـای معركـة، مما جعـل منـه قـائـدا ملهمـا يمتد تأثيـر حياتـه وكلماتـه فـي البشـرية حتـى اليوم.
حكايات ستات من بلدنا (17 امرأة في مجالات عمل جديدة)
إلهام فطيم دراساتيُقدِّم هذا الكتاب قصصًا لنساءٍ مصريَّاتٍ حَلُمنَ، وحقَّقنَ هذه الأحلامَ؛ فلم تكن -تلك الأحلام- مُجرَّدَ خيالاتٍ أو أوهام، بل كانت اختيارًا يُثبِتُ أنْ ليس للعَملِ أو المهنة وجهٌ أُنثويٌّ ووَجهٌ ذُكوري. هؤلاء النساء العَصريَّات يُمثِّلن نساءَ الطَّبقة المتوسِّطة المصرية، اللاتي قَرَّرنَ اقتحامَ مجالات عمل غير تقليديَّة، واستطعن أن يتحمَّلنَ مسؤوليَّات المهنة وتَحدِّيات المجتمع. ويشترك هؤلاء السَّيِّدات جميعًا في سِماتٍ واحدة، هي الطموح والإصرار، والرَّغبة في استخدام مَهاراتٍ طالما ظَنَّ المجتَمعُ أنها قاصِرَةٌ على الرِّجال فقط. قَرَّرت بطلاتُ هذا الكتاب أن يَمْتَهِنَّ مِهَنًا وحِرَفًا وأعمالًا مختلفة ومتنوِّعة، منها حِرَفٌ يدويَّة شاقَّة، مثال: سيِّدة غطَّاسة لِحام تحت الماء، وكهربائيَّة نَقلٍ ثقيل، وميكانيكي سيَّارات، ونجَّارة، وجَزَّارة، وصانِعَة زُجاج يدوي، ونَقَّاشَة، وصانِعَة رُخام... أو مِهَنٌ خَدَميَّة مُتنوِّعة، كتدريب السيِّدات على مهارات السِّياقة، ومأذونة شَرعيَّة، ومُدرِّبة غطس، وغيرها... كما تبنَّى بَعضُهنَّ قضايا مُجتَمَعيَّة هامَّة، مثل الحفاظ على البيئة والموارِد الطَّبيعيَّة، أو الرَّحمة بالحيوان وحِمايَتِه ورعايَتِه.
الموت في تشريفة الحليف الوطني (وقائع اغتيال شهدي عطية الشافعي)
صلاح عيسى دراساتأمَّا في ذلك الصباح -15 يونية (حزيران) 1960- ولثمانية أِشهر سابقة، فإن "الأوردي" كان مُخصَّصًا لمَهمَّته "المقدَّسة" التي حفَرَت اسمه بالسياط والشوم، وحتى بالدم على صفحات التاريخ، وهي أن يكون المرحلة الثالثة -والأكثر قسوة ودمويَّة- في عملية تصفية الشيوعيِّين المصريين، وإجبارهم بالقهر والتعذيب على التخلِّي عن أفكارهم، وحلِّ تنظيماتهم، وبذلك تتخلَّص حركة "القومية العربية" من أعدائها الداخليين، بعد أن تخلَّصت من أعدائها الخارجيين، وحسَمَت المعركة مع الاستعمار لصالحها.
القانون رقم 50 (فيفتي سنت)
روبرت جرين فكر"Nihil timendum est"..."لا تَخشَ شيئًا" "كُلُّنا خائِفون بشدَّة: من اﻹساءة للناس، ومن إثارة النزاع، ومن الخروج عن الجَمع، ومن اتِّخاذِ موقفٍ جَريء. على مَدار آلافِ السِّنين، تَطوَّرَت عَلاقَتُنا بهذا اﻹحساسِ من مُجرَّد خَوفٍ بِدائيٍّ من الطَّبيعَة إلى قَلقٍ عامٍّ حِيالَ المستَقبَل، ومنه إلى مَوقِفٍ خوَّافٍ يُهَيمِن عَلَينا، وقد نودينا باعتِبارِنا بالِغين عاقِلين مُنتِجين كي نَتخَطَّى أخيرًا هذا الاتِّجاهَ المُنحَدِر، ونَنطَلِق مُتجاوِزين مَخاوِفَنا". في تعاوُنٍ فَريدٍ مِن نَوعِه، يُقرِّر كُلٌّ مِن الكاتِبِ الشَّهير "روبرت جرين" (صاحِب كتاب "قوانين القُوَّة الثماني والأربعون"، ومُغنِّي الرَّاب الأمريكي "فيفتي سِنت" أن يُوَحِّدَا جهودهما، مُصطَحِبَيْن إيَّانا بين دروبٍ شَتَّى، بين شوارع جَنوب كوينز الخَطِرَة، وكواليسِ صِناعَةِ الموسيقى، ورحلاتٍ عَديدَة لا تَنقَطِع عبرَ التَّاريخ، وتأمُّلات لَبيبَةٍ في الطَّبيعة البَشريَّة، وذلك في سبيل الاشتِباكِ مع أقدَمِ شُعورٍ عَرِفَه الإنسانُ مُنذُ أيَّامِه الأولى على الأَرض: الخَوف."
أخت فرويد
چوسيه سميلڤسكي أدب مترجم حديثسعى فرويد طيلةَ حياته لإثباتِ أن الشعور بالذنب هو ما يحفِّز الجنس البشري؛ لأنَّ الناس جميعهم كانوا أطفالًا ذات يوم، وفي صراع الطفل لِنَيْلِ حُبِّ أُمِّه يتمنَّى موتَ مُنافِسِه، أبيه، هكذا يقول أخي سيجموند، لقد ألقى باللوم على أكثرهم براءةً وأكثرهم عجزًا؛ لتحميله هذا الوِزْرَ الأصليَّ. اتَّهم مَن وصلوا لِتوِّهم إلى الحياة بالرغبة في قتل مَن وَهَبَهم إيَّاها، هذا بالإضافة إلى الشعور بالذَّنب الذي يسيطر على كُلِّ إنسان. وألقى على عاتقه أمرًا آخَرَ: إنه يذكر حين كان في عمر العام ونصف العام أنه تمنَّى موت ﭼوليوس، أخيه، المولود حديثًا، والذي مات بعد سِتَّة أشهر.
امرأة محاربة (ذكريات طفولة بنت بين الأشباح)
ماكسين هونج كنجستون أدب مترجم حديثأشعر كأنني قِطَّةٌ أُمٌّ تصطاد لقُطَيطاتِها. ويجب أن تجدهم بسرعة لأنها في خلال ساعات قليلة سوف تنسى كم كان عددهم، أو ربما تنسى أن لديها أبناء على الإطلاق. لا أستطيع النوم في هذا البلد لأنه لا يُغلِق في الليل: مصانع، معامل تعليب، مطاعم- دائمًا هناك شخصٌ ما في مكان ما يعمل خلال الليل. لا شيء يصبح مُنتَهيًا تمامًا أبدًا هنا. كان الوقت مُختَلِفًا في الصين. سنة واحدة تبقى طويلًا كطول كلِّ الوقت الذي قضيته هنا؛ مساء واحد طويل، يمكنك فيه زيارة صديقاتك؛ وشرب الشاي، ولعب الكروت في كل بيت، وتجدين أن الشَّفَق لا يزال هناك. إن الوقت يصبح مُمِلًّا أيضًا، لا شيء نفعله إلا أن نُروِّح على أنفسنا. هنا يأتي منتصف الليل والأرض لم تُكنس بَعدُ، الثياب لم يَنتَهِ كَيُّها بعد، النقود لم تأتِ بعد. لو عِشنا في الصين لكُنتُ لا أزال شابَّة
قصة حياتي (خطاباتها بين عامي 1887-1901 وخطابات معلمتها، وتقارير من معهد بيركنس عن حياتها)
هيلين كيـلر أدب مترجم كلاسيكي«الأدب هو يوتوبياي. في صحبته، لا أكون محرومةً من الإدلاء بصوتي. لا حوائل من الحواس تمنعني عن المحادثة المؤنسة الفاتنة مع أصدقائي الكتب. إنهم يتحدَّثون إليَّ دونما ارتباكٍ أو حَرَج. إنّ الأشياء التي قد تعلَّمتُها، والأشياء التي قد عُلِّمتُها تبدو أقلّ أهمِّيَةً على نحوٍ يبعثُ على الضَّحك، إذا ما قورنَت بما تهبُّه الكتب من "صِلات محبّةٍ عظيمةٍ وهِباتٍ سَماويّة"."المعرفةُ قُوَّة". إنّما بالأحرى؛ المعرفةُ سعادة، فأن تحوزَ المعرفة، يعني أن تَميزَ الحقيقيَّ من الزّائف، والأشياءَ السّاميةَ من تلك الوَضيعة. أن تعرف الأفكار والصنائع التي وَسَمَت مسيرةَ البَشريّ يعني أن تشعرَ بالقلب النّابض للإنسانية على مَرِّ القُرون، وإن لم يستشعر المرءُ في تلك النَّبضات السَّعيَ نحو الأعالي؛ فلا بدَّ وأنَّه قد حَجَبَ وَقْرٌ سَمْعَه عن تناغمات الحياة».
11يوماً مات بعدها جمال عبدالناصر
يسري هاشم دراساتعندما ترى أبناءَ الوطن العَربيِّ هادئين.. ساكنين.. صامتين؛ فهذا لا يعني سوى اتِّفاقهم على أمرٍ واحد: هُدنَة قصيرة، يتابعون بعدها القتال! هذه المقولةُ تَردَّد صداها كثيرًا فوق جبال الأردن، لكنها تلاشَت فجأةً في أحد عشر يومًا فقط. ملحمَةٌ تاريخيَّةٌ، أعادها للحياةِ -وبثَّ فيها الرُّوحَ مرَّةً أخرى- قَلَمُ الطبيب المُناضِل يسري هاشم، فى قصَّةٍ شديدة الواقعية والدِّراميَّة، تتَّكِئُ -بِثقَةٍ- على أحداث حقيقيَّةٍ أغرب من الخيال، مُدعَّمة بوقائِعَ من نسيجها الأصليِّ، بصوت صاحِبِها وشاهِدِها الوحيد الذي بقيَ معنا على قيد الحياة، ليروي لنا -بصراحَةٍ مُطلَقةٍ- شهادَتَه للتَّاريخ عن أصعب أيام العرب، وما سبقها، ومَهَّد لها بتحليلٍ ورؤيةٍ لا تخلو من فِطنَةٍ اجتماعيَّة للأشخاص، ووعيٍ سياسيٍّ لِما دار حوله من أحداث جِسامٍ. تدور الأحداث في جنوب عمَّان، لأطبَّاء مصريين، تغيَّرَت حياتهم مائةً وثمانين درجة بعد وصولهم العاصمة الأردنية بأيامٍ قليلَةٍ، بعد عودتهم من الجحيم في جنوب الأردن؛ للعَمَل بمستشفى الأشرفيَّة، التي تمَّ قَصفُها بعُنفٍ خلال أحداث أيلول الأسود 1970، لتفقد الكثيرَ من مَرافِقِها الحيويَّة، ويواجهوا جميعًا مصيرًا مجهولًا، في تَحدٍّ غير مسبوقٍ، وصراعٍ مع عقارب ساعَةٍ لا تعود للوَراءِ أبدًا، ولا تَتوقَّف -حتَّى بُرهَةً- لالتقاط الأنفاس. كان هناك الحياة والموت، الحُبُّ والكراهية، الأنانية والتَّفاني... كُلُّ مُتناقِضات الإنسان ونَزواتِه في مكانٍ واحد. هنا فقط، وفي تلك البقعة الصغيرة من العالم، سترى الجَرَّاح المِصريَّ يسري هاشم، وزميلَه ورفيقَ كفاحِه المُناضِلَ العظيم رؤوف نظمي (الشهير بــ "محجوب عمر")، والمُمرِّضة العراقيَّة، والمُتطوِّع الفلسطينيَّ، ومُساعِدَ الطَّبيب الأردني- يتعاونون من أجل تخفيف آلام مُصابٍ سوريٍّ، أو دَفْنِ جثمان شهيدٍ لبنانيٍّ... هذه المُذكِّرات ترسم -بِدقَّةٍ- مَلامِحَ شخصيَّاتٍ حقيقية، وتغوص في أعماقها، وتحكي تاريخَ نِضالِها الذي لم يَكُن وليدَ اللَّحظة في أيِّ وقتٍ، بل خَرَجَ تِباعًا، منذ تَشكَّل وَعيُهم القوميُّ بقضيَّة العُروبة، من خلال سَردٍ سَلسٍ، وأسلوبٍ شَيِّقٍ، لتصنع هذه السُّطورُ دائِرةً كبيرةً، ناصِعَةَ البَياضِ، تُجسِّد تَضحيةً غيرَ مَسبوقةٍ لأيقوناتِ نضالٍ حقيقيٍّ، وأبطال أسطوريِّين، نفتقدهم هذه الأيَّام، وسطَ أحداثٍ دامِيَةٍ، كانت -ولا تزال- جُرحًا كبيرًا لم يَندَمِلْ فى جَسدِ الوطن العربي بأكمله.
درب الأمبابى
محمد عبد الله سامي أدب عربي"كانت آخِرها حكايَة عن امرأةٍ فاتِنَة مَسحورَة، أجمل من حوريَّات الجَنَّةِ، تَزَوَّجها "علي" لِلَيلَةٍ واحِدَةٍ فَشَفَته بِجَمالِها وَحَلَّت المربوطَ. أمَّا المقَرَّبين مِنه فَقَد ظَنُّوا أنَّ ما حَدَث هو مُبارَكَةٌ من الشَّيخ "إسماعيل الإمبابي" نَفسِه؛ فَهُو شَيخُه القَديمُ، بل ساقَهم ظَنُّهم إلى أَنَّ الشَّيخَ "إسماعيل" ذاتَه تجَسَّد في صورَةِ الشَّيخ "جعفر" ليُساعِدَ تابِعَه "علي" في ضائِقَتِه. أَمَّا ما فَعَلَه الشَّيخ "جعفر" بالحاج "علي" حَقًّا، وما حَدَث حقيقةً في هَذِه الرِّحلَة، كان وسَيَظلُّ سِرًّا لا يَعلَمُه إلَّا الله واثْنَتاهم". "لِتَتابُعِ الأَيَّامِ مَفعولُ السِّحرِ، فِعْلُ الزَّمَنِ فيها هادِئٌ وحَيِيٌّ، لا يُضاهِيه شَيءٌ في مَهارَةِ فِعلِه، نَدَبه اللهُ لِيُقيمَ في البَشَرِ صِفَةَ النِّسيانِ، أَوْجَدَها اللهُ فيهِم واشتَقَّ لَهُم مِنها اسم «الإنسان»، ثُمَّ جَعَلَ الزَّمَنَ عليها رَقيبًا، على ألَّا يَترُكَ البَشَرَ على حالِهِم أبَدًا، يُنسِيهم حالَهُم الَّذي كانَ، فَيُبدِلُهم حالًا غَيرَه، ثُمَّ يُنسيهِم إيَّاه مَرَّةً أُخرى، يُقَلِّبُ قُلوبَهم ويُغَيِّر هَواها".
رسائل السنوات الأخيرة
وجيه غالى أدب عربيها هو الأمر، أدخُلُ في هذه الحالَةِ من التَّفكير والشُّعور، وفجأةً أتلفَّتُ حولي، أين أنا؟ ماذا أفعل هُنا؟ في مكتبٍ مع أُناسٍ لِطافٍ، ولكن يَخلونَ من الحَياة. ما الَّذي أفعَلُه هنا بينما أُريدُ أن أتَصارَعَ مع روسيا والأَقباطِ والمَشاعِرِ والأَحاسيس. وفجأةً أَشعُرُ بما شَعرتُ به في هَذَيْن الصَّباحَيْن، بطريقَةٍ مُختَلِفَة قليلًا، وأقول: الجسد، الروح، القلب! المساكين؛ يُبدّدون ويُحتَضَرون، لحظةً بعد لحظة... لا شيء... لا شيء.
89شهر فى المنفى
محمود حسنى العرابي أدب عربيلم أَطلُب إلى أولئك الناس الذين طَلَبوا إليَّ أن أَصبِرَ وأُكافِحَ أن يَتَحمَّلوا عَنِّي بعضَ أَعباءِ الحياة، ولَو أَنَّ واجِبَ الصَّداقَةِ وأَوامِرَ الدِّينِ الحَنيفِ تَطلُب ذلك. غير أنِّي رَجَوتُ منهم أن يُساعِدوني بِرَأيِهِم في وَحشَتي، فَيدُلُّوني على نَوعٍ من السِّلاحِ الَّذي يَجِبُ أن أَحمِلَه، ويُعيِّنوا لي العَدُوَّ الَّذي أُقاتِلُه. فإنِّي لَرَجُلٌ لَه مَعِدَةٌ كَمِعِدِهم تَطلُبُ الطَّعامَ في مواعيدَ مُنتَظِمَة، وله جِلدٌ كجُلودِهم لا بُدَّ له من الحِمايَة... لا، لا، سَنَسمَعُ منهم، ولن نُطيعَهم، كُلُّ هذا سُخفٌ، هؤلاء النَّاسُ إنَّما يَهزَؤون منِّي، إنَّ كَنزَ صَبري الغَنيَّ قَد نَضبَ ولم يَبقَ في قَوسِ التَّجَلُّدِ مَنَعٌ، ولا في رُقعَتِه مُرتَقَع. فَلأَتْرُكْ برلين للبرلينيِّين وللأجانِبِ من أَكَلَةِ النَّار والزُّجاجِ. أنا أَطلُبُ من برلين المستحيلَ، ولَكِنْ أَينَ المفَرُّ؟ إلى آكِلي لُحومِ البَشَرِ؟ إلى نِيام نِيام؟ إلى مَملَكَةِ الباب؟ أنا لا أَطلُبُ إلَّا عَمَلًا. أَحصُلُ من وَرائِه على سَقفٍ فوقَ رَأسي وخُبْزٍ وكِتابٍ. أَصاحِبُ مَطامِعَ أنا؟! لا... فَلَم يَبْقَ أمامي إلَّا الرَّحيلُ أَو انتِظارُ وُقوعِ مُعجِزَة.
12عام فى السجون
محمود طاهر العربي أدب عربيعندما قُتِلَ بُطرُس غالي بِيَدِ إبراهيم الورداني عام 1910 أنشَأَت الحُكومَةُ ما أَسمَته "المكتبَ السِّياسيَّ"، وعَيَّنَت ﭼورچ بِك فلبيدس رئيسًا له، وَضَعَت تَحتَ تَصرُّفِه أَموالًا طائِلَةً يَصرِفُها بِلا رَقابَةٍ، ولا مُراجَعَةٍ، لَكِنَّ المكتبَ ظَلَّ يَعمَلُ سَنَتَيْن مُتَوالِيَتَيْن دونَ أَنْ يَكونَ لَهُ أَثَرٌ فِعليٌّ أو نَتيجَةٌ ظاهِرَةٌ؛ فَدَاخَلَ فلبيدس شَيءٌ من الخَوفِ في تَفكيرِ الحُكومَةِ في إِلغائِهِ؛ فَكانَ أَنْ سَوَّلَت لَه نَفسُه أَن يَخلقَ شَيئًا جَسيمًا تَهتَزُّ لَهُ مِصرُ، ولَم يَلْقَ أمامَه بِطَبيعَةِ الحَالِ غَيرَ الحِزبِ الوَطنيِّ ورِجالِه؛ لاعْتِقادِه أَنَّ في مَقدورِه استِغلالَ ما هو مَعروفٌ عن هذا الحِزبِ القَويِّ النُّفوذ -إذ ذاكَ- من كراهَةِ الاحتلالِ البريطانيِّ، ومُناهَضَتِه بِكافَّةِ الطُّرُقِ السِّلميَّة؛ فَقرَّرَ أن يُلقي في رَوْعِ أُولي الأَمرِ أَنَّ الحِزبَ قد دَبَّرَ مُؤامَرَةً لاغتيالِ أَكبَرِ الرِّجالِ في مِصرَ، وهَكذا تَتَوطَّدُ دَعائِمُ سُلطَةِ فلبيدس، ويَتَّسِعُ سُلطانُ نُفوذِه، وكان عَلى إثْرِ تِلكَ المؤامَرَةِ المزعومَةِ أَنْ أُلقِي بالعَديدِ في السُّجونِ لمدَّةِ 12 عامًا، كان أَحَدُهم هو محمود طاهر العربي.
مكان ثانٍ
رِاشيل كَاسك أدب مترجم حديث"هذا هو الاختلاف، على ما أعتقد، بين الفنَّان والشَّخص العادي: يُمكِن للفنَّان أن يخلق خارج نطاق نفسه نسخةً طبقَ الأصل من نواياه. البقية منَّا فقط يخلقون فوضى، أو شيئًا خشبيًّا هشًّا على نحو ميؤوس منه، بغَضِّ النظر عن مدى براعتنا في تخيُّله. هذا لا يعني أننا جميعًا لا نمتلك حيِّزًا مُعيَّنًا يمكننا فيه أن نحقِّق ذواتنا غريزيًّا، أن نقفز دون النظر، لكن استدعاء الأشياء إلى وجودٍ دائم لَهُوَ إنجازٌ من مرتبة مختلفة. أقرب ما وصل إليه معظم الناس من ذلك التَّحقُّق هو إنجاب طفل. ولا مكان مكتوبةٌ فيه أخطاؤنا وقصورنا أكثر وضوحًا من هناك: فِعلُ إنجابنا طفلًا!"". لا أحد يرسم الأبعاد العاطفية بين البشر العاديين مثل كاسك. ""مكان ثانٍ"" رواية فلسفية عمَّا يحدث عندما تخلط الفنَّ بالحياة. Vulture تأمُّلٌ عميق داخل خبايا العلاقات البشريَّة. Oprah Magazine أعادت كاسك إحياء النوع الأدبي المعروف بالخيال الذاتي autofiction، ثم وضَعَت قواعدها الخاصة. إن كتابات كاسك المثيرة للجدل والصدامية والجريئة أكسَبَتها الكثير من المعجبين الذين يُقدِّسون كتاباتها، لدرجةٍ من النادر أن تجدها مع أي كاتب آخر. The guardian "
برسيبوليس
مارجان ساترابي مصور"إنه كتاب رائع! تُظهر لنا ساترابي كيف ينمو الطفل في مجتمعٍ تحكمه عقيدةٌ دينية متشدِّدة، وكيف يمكن أن يتمرَّد المرء؛ ولو في تفاصيل الحياة اليومية. بعض تلك التمرُّدات هزليَّة، وبعضها تنتهي بمأساة. يمكنك أن تشعر بتأثيرات عديدة في هذا الكتاب، مثل الأخوين هيرنانديز، فرانس ماسيريل وأرت سبيليجمان". فيليب بولمان "مذكِّرات عن نشأة فتاة في إيران الثورية. تقدِّم برسيبوليس لمحةً فريدة عن أسلوب حياة غير معروف تقريبًا، ولا يمكن الوصول إليه... اختيار ساترابي سَردَ قصتها الرائعة ككتابٍ هَزليٍّ؛ يجعلها فريدة تمامًا، ولا غِنى عنها". جريدة التايم "كُتُب مارجانا ساترابي مُضحِكة وحزينة، ويمكن أن تقرأها بسلاسة. سيُعلِّمك برسيبوليس المزيدَ عن إيران، وعن كونك دخيلًا، وعن كونك إنسانًا- أكثر ممَّا يمكن أن تتعلَّمه من ألف ساعة من الأفلام الوثائقية التلفزيونية، والمقالات الصحفية، وستتذكَّرها لوقت طويل جدًّا". مارك هادون مؤلف كتاب "حادثة الكلب الغامضة في الليل" "
رسائلُ إلى مُعذِّبي الحبُّ، الثَّورة، والسِّجن في إيران
هوشنغ أسَدي أدب مترجم حديث«يومًا ما جاؤوا ليأخذوا الخُميني من منزل أحد رجال الأعمال الأثرياء في شمال طهران، لإرساله إلى المنفى. أمَّا أنا، الذي انتهى بي الأمر بأن صِرتُ سجينًا في نظامه، وتعرَّضتُ لأبشع أنواع التعذيب على يد أنصاره، فقد أتيتُ منزله يومها وقبَّلتُ يده، دون حتى أن أعرف مَن هو»، يكتب الصحفي الإيراني «هوشنغ أسدي» حكايات لا تُنسى، عن الأمل والألم في قصته، التي امتدت بين انتصار الثورة الإيرانية التي ساندها وآمن بها، ووقوعه ضحية لها مسجوناً في زنازينها
عبدالله أوجلان مسيرة نضالية تحدت الصعاب وإبداع فكري تخطى الجدران
إلهامي المليجي وآخرون دراساتعبدالله أوجلان مسيرة نضالية تحدت الصعاب وإبداع فكري تخطى الجدران لقد استطاع الزعيم والمفكر الأممي عبدالله أوجلان أن يحلق بفكره وفلسفته خارج أسوار سجنه المشدد، مؤكدًا أن «السجن عمره ما يحبس فكره»، فوصل فكره إلى العديد من شعوب العالم، بل إن القوى الثورية في مناطق شمال وشرق سوريا، سعت جاهدة لتجسيد فكر القائد أوجلان من خلال تجربة الإدارة الذاتية، التي وبرغم الحصار الذي تعانيه من النظام التركي وجهات إقليمية أخرى، فإنها حققت العديد من الإنجازات على الصعيد الاجتماعي والسياسي والاقتصادي بل والثقافي. إن فكر الفيلسوف عبدالله أوجلان أصبح يلقى مكانة واسعة في أوساط أحرار المنطقة والعالم، وهذا يفسّر المشاركة الواسعة من قبل فئات واسعة من العالم تشمل كُتاب وسياسيين ومثقفين ومناضلين في الحملة العالمية لحرية القائد عبدالله أوجلان. إن حل القضية الكردية وصولًا إلى حرية الشعب الكردي وتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة يتطلب الإفراج الفوري عن القائد والمفكر عبدالله أوجلان الذي يمثل رمزًا وأيقونة نضالية لهذا الشعب المكافح من أجل حريته، سيسهم بشكل كبير في حل الأزمة الكردية التي ستمثل بابًا واسعًا للعيش المشترك بين المكونات الإثنية والعرقية في منطقتنا؛ ما يمهد للسلام والوئام بينهم ليلتفتوا إلى تنمية منطقتنا ورخائها والتمتع بخيراتها.
جامعة القاهرة
عواطف محمد عبد الرحمن فكرقد ظلَّت الجامعة وإنشاؤها حلما يراود النخبة الوطنية منذ بداية الوطنية المصرية منذ بداية القرن العشرين، و تبنت هذه النخبة فكرة إنشاء جامعة مصرية تقدم كل أنواع المعرفة لكل طبقات االمجتمع المصري، لكل أغنياءهم وفقراءهم، حتى يمكن تكوين جيل جديد من زوي المدارك الواسعة والفكر المستقل. يروي هذا الكتاب قصة جامعة القاهرة منذ كانت حلمًا يراود زعماء الوطن وبسطاءه، والتحديات التي واجهت الروَّاد الذين تصدُّوا لتحويل الحلم إلى حقيقة. ويلقي الضوء على عدة محطات تستحق أن تروى في تاريخ هذه الجامعة: أولها موقف الإحتلال البريطاني، ومحاربته للمشروع، وإصراره على إستمرار الكتاتيب بحجة أن مشروع الجامعة سابق لأوانه، ويعزي ذلك إلى خشيته من وجود طبقة مثقفة تطالب بالإستقلال. ولكن كان للشعب المصري وثققافته موقف آخر؛ واستمر في مساندة المشروع بالتبرع والإكتتاب حتى اكتمل المشروع، وافتتحت الجامعة رسميا في 21 ديسمبر 1908.
جورج وألوانه حكايات مختلفة عن جورج إسحق
راداميس زكي فكرليه 10000 لون وكل لون ليه صبغة وطعم مختلف فيه إللى هيسمع إسمه هيجىي في باله الرجل السياسي المحنك صاحب الآراء الواضحة والجريئة وفيه إللى هيفتكره على إنه مدير المدرسة الصارم في الجد والحنين في أغلب الأوقات. وفيه إللى هيجي في باله صورته الشهيرة وهو بيحمي المصلين في التحرير فيقول ياه ده كان راجل مفيش عنده تفرقة ولا عنصرية، وفيه إللى شافه في بيته وسط ولاده وزوجته فحيفتكر على طول حنيته وطيبة قلبه وحبه ليهم، وفيه إحنا مجموعة هو إللى شكلها بإختلاف دماغنا وثقافتنا ومعتقداتنا، مجموعة كانت متخيلة إن أكيد الدنيا كلها شبهنا، بس لما خرجنا للعالم الحقيقي لقينا لأ.. ربانا وفهمنا وكبرنا، وآمن بينا كبني آدمين لينا حق في الفهم وفي القرار.. قرب من كل واحد على حسب لونه وطريقته، وساعد في تشكيل رجال وسيدات تحكي وتتحاكى عن هو ورانا إيه وعيشنا وفهمنا إيه.
المسرح الكنَسي المصري
إيهاب صبحي فكرهذا الكتاب أول عملٍ متخصص عن المسرح الكنسي؛ لذا أراه مرجعًا مهمًّا لكل من يريد توثيق هذه الحركة المسرحية كجزءٍ لا يتجزَّأ من المسرح المصري العريق، والاضطلاع على رموزها وتحديات العروض المبكرة منذ أوائل خمسينيات القرن العشرين، وما تطور إليه المسرح الكنسي بعد أن انتظمت عروضه مهرجاناتٍ مكانية وأخرى شاملة، وكيف شارك بعد ذلك فى المهرجانات العامة داخل وخارج مصر، وحصل على جوائز قيِّمة، من خلال فِرق تُشرف عليها الكنيسة، أصبحت تضم في عضويتها فنانين غير مسيحيين أيضًا، مما يُعتَبَر تطورًا مهمًّا لنشاط المسرح الكنسي المصري. كذلك أُنشِئَت أكاديميات خاصة بالفن تابعة لعددٍ من الكنائس، وقدمت الكنيسة احتفالاتٍ وعروضًا غنائية ومسرحية على مسارح عددٍ من المحافظات في أعيادها القومي